
تحليل الدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأمريكي يوم الثلاثاء 28ـ05ـ2019
بيانات ـ نت ـ نجح دولار الدولار النيوزيلندي في الصعود مقابل الدولار الأمريكي منذ يوم الخميس الماضي، حيث ارتفع من مستوى 0.6480 وصولا إلى 0.6555 والذي يبدو أنه وجد عندها مقاومة ويتداول بالقرب منها منذ بداية هذا الأسبوع.
في الوقت الراهن، المحرك الرئيسي للدولار النيوزيلندي هو مستجدات التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة حيث أن الحرب التجارية تؤثر على الطلب الصيني المحتمل على صادرات نيوزيلندا، إذ أن الصين شريك اقتصادي رئيسي لنيوزيلندا.
على صعيد البيانات الاقتصادية في هذا الأسبوع، سوف نتابع تقرير مؤشر مديري المشتريات التصنيعي يوم الجمعة، وقد يؤثر هذا التقرير سلبا على الدولار النيوزيلندي إذا جاء أقل من المتوقع بشكل مفاجئ، وفقا لما يتوقعه بعض الاقتصاديين. في الوقت الحالي، تشير التوقعات إلى انخفاض طفيف إلى 49.9 من 50.1 في مايو، ومع ذلك، الأمر ليس محسوما ويمكن أن يكون تأثير الحرب التجارية أكبر من المتوقع.
بصفة عامة، يبدو أن نغمة التوترات التجارية مازالت تحث المستثمرين على توخي الحذر والنفور من المخاطرة، وهو ما سيستمر في التأثير سلبا على الدولار النيوزلندي. خاصة أن كل من الولايات المتحدة والصين قد اتخذا موقفا متشددا لحد الآن، ولا يبدو أن أحد الطرفين يتجه نحو أخذ مبادرة لتهدئة الوضع.
كل هذا من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض توقعات النمو العالمي، وبالتالي يمكن أن نشاهد انخفاض أسعار الفائدة النيوزيلندية مرة أخرى وهو ما سينعكس سلبا على أداء العملة.
من المنظور المحلي، فإن الحدث الرئيسي في هذا الأسبوع بالنسبة للنيوزيلندي هو الميزانية الوطنية، المقرر إصدارها في الساعة 05:00 بتوقيت السعودية، يوم الخميس 30 مايو، على الرغم من أن هذا التقرير نادرا ما يضفي تقلبات على العملة.
حتى الآن، الخبر الوحيد الذي يتعلق بالميزانية هو أن جرانت روبرتسون، وزير المالية، قد غير هدف الدين القومي إلى 15-25 مليار دولار نيوزيلندي بحلول عام 2020/21 من 20 مليار دولار سابقًا. يتيح توسيع الهدف للحكومة مرونة أكبر لزيادة الإنفاق في حالة الأزمات. قد يكون ذلك إشارة إلى أن الحكومة ترى فرصة أكبر لأزمة في الأفق.
من المقرر أيضا أن يتحدث أدريان أور، محافظ البنك الاحتياطي النيوزيلندي (RBNZ) يوم الأربعاء في تمام الساعة 02:00 بتوقيت السعودية وسيقم البنك تقرير الاستقرار المالي على الساعة 00:00. سيحلل الاقتصاديون تعليقات “أور” بحثًا عن دلائل على ما إذا كان من المحتمل أن يواصل البنك الاحتياطي النيوزيلندي تخفيض أسعار الفائدة كما فعل في الاجتماع السابق، أو ما إذا كان تخفيض واحد كافي في هذا العام. الاحتمال الأول من شأنه أن يضعف الكيوي، في حين أن الثاني سيعزز أداء العملة. تميل أسعار الفائدة المرتفعة إلى رفع قيمة العملة من خلال جذب تدفقات صافية أكبر من رأس المال الأجنبي، والعكس بالعكس لخفض الأسعار.
بالنسبة للدولار الأمريكي فهو مازال يحاول الصمود في وجه التوترات التجارية، لكنه على موعد مع اثنين من التقارير الهامة في هذا الأسبوع، التي ستوضح توجه السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفدرالي في الفترة القادمة.
التقرير الهام الأول هو مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، الذي سيصدر يوم الجمعة، وهو مقياس التضخم المفضل للمجلس الاحتياطي الفيدرالي حيث أن المستهلكين يساهمون بنصيب أكبر من النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يظهر التقرير ارتفاعا بنسبة 1.6% مقارنة بالعام الماضي.
الإصدار الرئيسي الآخر للدولار هو التقديرات الثانية لأرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، والتي من المتوقع أن تظهر تباطؤًا طفيفًا إلى 3.1% من التقديرات الفورية البالغة 3.2%، وسيصدر التقرير يوم الخميس الموافق 30 مايو.
إذا تم تعديل الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل من المتوقع، فقد يعاني الدولار لأنه سيعزز التوقعات السلبية المنحازة الحالية؛ أما إذا ارتفع بشكل غير متوقع، فقد يستأنف الدولار اتجاهه الصاعد.
من الناحية الفنية، نجح زوج الدولار النيوزيلندي في الارتداد يومي الخميس والجمعة الماضي، وقد أشرنا في تحليلنا يوم الأربعاء الماضي لزوج دولار نيوزيلندي/أمريكي أنه يتأهب للصعود، وأي هبوط هو فرصة بيع.
حاليا، نلاحظ أن زوج الدولار النيوزيلندي/امريكي قد يكون في طور تكوين نموذج الديفرجنس المخفي السلبي، وهو ما يعني العودة للهبوط نحو مستوى 0.6530، ثم الدعم الرئيسي 0.6480. لا يمكن أن يلغى سيناريو الهبوط إلا إذا شاهدنا إغلاقا يومي أعلى من مستوى المقاومة 0.6560 وفي هذه الحالة على الأرجح أن الصعود سيتواصل حتى المقاومة التالية 0.6610.
بشكل عام، ننصح المضاربين بمتابعة مستوى المقاومة 0.6560، وطالما أن الأسعار تفشل في الثبات أعلى منه فذلك يعني استمرار ضغط البيع على زوج الدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأمريكي.